أثبتت دراسة أصدرها مركز بحوث السيارات في جامعة دويسبورغ-إيسن الألمانية ، أن بعض الشركات “ الضعيفة ” تحظى بربحية أعلى من الشركات الأكبر حجما، رغم الاعتقاد السائد بأن طرح كميات كبيرة من السيارات يسمح بخفض تكاليف إنتاجية كل وحدة، ما يعني تحقيق ربح أفضل – نظريا.

ما نراه في هذه الدراسة هو أن فورد هي أكثر شركة سيارات كبيرة ربحيةً، سواء في الربح نفسه او هامش الربح لكل السيارة، حيث ربحت فورد 7,000 ريال لكل سيارة جديدة، بهامش 8.7%، بينما وقعت جنرال موتورز في المركز الثاني بهامش ربحي 8.6% أي 4,550 ريال لكل سيارة.

الهامش الربحي الممتاز لجنرال موتورز سيفاجئ البعض، لأنها هي نفسها الشركة التي أعلنت إفلاسها في 2009، ما يشير إلى التحولات الجذرية التي مرت بها الصانعة الأمريكية، وهي تحولات إيجابية نراها في الشركات الأمريكية بالمجمل مقارنة بفولكس فاجن، والسبب أن الشركات الأمريكية تتميز بمرونتها -حسب الدراسة، سواء من ناحية آليات الإنتاج أو تحررها من أي سيطرة خارجية.

في المقابل، فولكس فاجن، والتي تم اعتبارها شركة السيارات رقم 2 في العالم من ناحية المبيعات، سجلت أقل هامش ربح بين منافسيها، عند 4.5% فقط، والسبب – حسب الدراسة أن الشركة تعاني من مشاكل بنيوية عميقة، أهم في التحكم والإدارة، حيث تمتلك ولاية ساكسوني الألمانية 20% من أسهم الشركة، كما أن الشركات الألمانية مجبرة على مشاركة القرارات الإدارية مع عمالها، ما يعني التركيز على رواتب العمال وتحسين بيئة العمل وليس ربحية الشركة.

ولكن ضعف الأرباح نراه خارج ألمانيا أيضا، حيث سجلت هيونداي-كيا الكورية ربحا بـ 3,200 ريال لكل سيارة، وحتى تويوتا بدأت تعاني من انخفاض مطرد في أرباحها على مدار الأعوام الاخيرة، لتقف حاليا عند حوالي 6,750 ريال لكل سيارة.- وإن ظل رقما ممتازا مقارنة بالمنافسة، أما تحالف رينو-نيسان فمتوسط ربحيته 3,370 ريال.

بالطبع كل هذه مشاكل لا تشعر بها صانعات السيارات الفاخرة ذات الكميات المحدودة، مثل بي إم دبليو، بهامش ربح 9.5%، ومرسيدس، 7.9% بمتوسط 23,000 ريال لكليهما، وفيراري، بهامش جنوني وصل إلى 18% و258,000 ريال لكل سيارة، لتقف الشركة الإيطالية على قمة الربحية، متبوعة ببورش عند 16.7% ربح لكل سيارة، أو 66,000 ريال.

تنوية: دراسة أرباح الشركات تعود إلى الفترة بين يناير إلى يونيو 2016: